الفصل 68 : لقاء الأحبة.

-------------------------------

بعد أن تم تقديم الطلاب إلى زملائهم الجدد، بدأ الجميع بالانصراف وكان (أورين) بدأ يجمع أشيائه في محفظته حتى يذهب إلى المنزل، إلى أن جاءت (ياسمين) وجلست فوق طاولته بطريقة مثيرة وهي تنظر إليه في عينيه بنظرة خبيثة وتقول:

"حسنا، حسنا... أنظروا من عاد..."

رفع حينها (أورين) رأسه وسألها:

"مرحبا (ياسمين)... هل كل شيء كان على ما يرام بينما كنت غائباً؟ هل اشتقتم إليّ؟"

أجابته (ياسمين) بنبرة ساخرة:

"ليس كثيراً، أنت تعلم، لم يكن غيابك بالشيء الكبير..."

يعلم (أورين) بأن (ياسمين) تحاول اغاضته والسخرية منه ولكنه لم يكترث لما تقوله، وسألها مجدداً:

"و... ماذا عن والدك؟ ذلك اليوم في القطار..."

فقالت له: "حسنا، كان يبدو نوعا ما... مشوشاً. أعتقد بأنه يشك في شيء ما."

فكر (أورين) في نفسه:

(هممم... حسنا... مشكلة مولوخ تبدو تحت السيطرة... حتى الآن...)

فأكملت (ياسمين) كلامها:

"لقد كنت أتفاداه منذ ذلك الحين، لأكون صادقة."

سخر منها (أورين) قائلا:

"لا يجب على ذلك أن يكون صعباً داخل منزل ذو 3000 متر مربع. هاها.." (يقصد هنا بأنها تعيش مع والدها في منزل ضخم وتستطيع تفاديه بسهولة نظرة لضخامة المنزل)

(ياسمين) ضحكت أيضاً على تلك المزحة:

"هاها، أجل، أظن ذلك... ربما يجب عليك أن تأتي للزيارة في يوما ما..."

في تلك اللحظة، قاطعهم (جايسون) قريب (توم) وقال مخاطبا (ياسمين):

"(ياسمين)، ألم تكوني ذاهبة للتسكع في الزقاق؟ (مايكا) و(سوزن) تتواجدان هناك بالفعل."

ثم نظر إلى (أورين) بنظرة احتقار وقال:

"وماذا تفعلين بحق الجحيم تتحدثين مع هذا الأبله؟"

قفزت (ياسمين) من على طاولة (أورين) ووقفت أمام (جايسون) وقالت بنظرة انزعاج:

"يمكنني التحدث مع أي شخص أريد يا (جايسون). لذا إنصرف من هنا."

ارتبك (جايسون) بعد أن تلقى كلاما جارحا من طرفها، وقال:

"أ-أجل أنا أعلم، آسف يا (ياسمين)، إنه فقط أنني فقدت بالفعل (توم) بسبب أن هذا اللعين فعل شيئاً ما له..."

لم تتوقف (ياسمين) عن الدفاع عن (أورين) ولا زالت تلقي بوابل من الكلام الجارح عليه وقالت:

"ربما (توم) تركك لأنه أدرك بأنك أنت وأصدقائك فقط مجموعة عن المدمنين الكسالى."

لم يعرف (جايسون) ما يقول ردا على ذلك، وقال لها في الأخير:

"أنا...... اللعنة.. هل أنتِ قادمة أم لا؟"

فردت عليه (ياسمين) بكبرياء:

"لا، سوف أتخطى ذلك. سأذهب إلى المنزل. وقل مرحبا لـ(مايكا) من أجلي."

"حـ-حسنا..."

فاستدارت نحو (أورين) وقالت له بودود:

"إلى اللقاء يا (أورين)، أراك غدا..."

رد عليها مبتسما: "أراكِ لاحقاً، (جاس)..." 】اختصار لإسم ياسمين【

غادرت (ياسمين) وتبعها (جايسون) وهو غاضب بينما كان يعطي (أورين) نظرات حقد. وبينما ظل (أورين) جالسا لمح في الطرف الآخر من القسم (أوليفر) الطالب الجديد يتحدث إلى (لورين)، فقال في نفسه:

(هاه؟ لماذا ذلك الشخص الجديد يتحدث إلى لورين؟ ما الذي يحاول القيام به؟ ماذا كان اسمه مجدداً.... أوليفر؟ ......... لماذا يقف بتلك الطريقة أمام لورين؟ هل يقوم بحفظ جدول الضرب أم ماذا؟ همممم.....)

تنهد (أورين) واستدار ليكمل جمع أغراضه وأكمل قائلا بصوت منخفض:

"حسنا، أعتقد بأن ذلك ليس من شأني. (لورين) تعيش حياتها، وأنا أعيش حياتي... سوف أغادر الآن."

قام (أورين) من مكانه وأراد الخروج من الفصل الدراسي بينما كان يصفر لحنا معيناً، حتى نادى عليه شخص ما من وراء، لقد كان صوتاً أنثويا مألوفاً ومحبوباً أيضاً:

"(أورين)! هل نستطيع التحدث في مكان خاص؟"

استدار وهو سعيد لرؤيتها وجها لوجه، لقد كانت (ريبيكا) تبتسم ابتسامة ساحرة وقال لها:

"(ريبيكا)! بالطبع... ماذا هناك؟"

كان الإثنان يمثلان على أنهما فقط معلمة تتحدث مع تلميذها حول أمور الدراسة فقط حتى يخرج جميع الطلاب من الفصل لتجد راحته معه، فقالت (ريبيكا) متظاهرة:

"أوه، إنه ليس بالشيء الكبير، أردت فقط أن أسألك عن عودتك للمدرسة... هل تحتاج إلى اعادة مراجعة الدروس أو تحتاج مساعدة بصفة عامة؟"

أجابها: "أجل، لقد اقترضت ملاحظات الدروس من صديق لي. وأعتقد بأنه في أسبوعين أو-"

لم يكمل (أورين) كلامه حتى أمسكته (ريبيكا) بطريقة رومانسية وألقته على الجدار وكانت تقبل عنقه بلطف، تفاجأ (أورين) قائلا:

"(ر-ريبيكا)؟"

فقالت له بينما تقبل وتلعق عنقه:

"مممم.... اخرس وقبلني... أنت لا تملك أدنى فكرة كم اشتقت إليك..."

فبدأ (أورين) يقبلها أيضاً ووضع يده على خصرها بطريقة مثيرة وسألها ساخراً:

"أ لهذا ترتدين هذا اللباس المثير؟"

ولكن (ريبيكا) لم تجب على سؤاله لأنها مشغولة بتقبيله في جميع أنحاء وجهه وعنقه، فانتهت من ذلك واللعاب يسيل بين أفواههما وقالت:

"إذا... خطتك هي بأن تمارس الجنس معي وبعدها تختفي لأسبوعين؟"

أجابها: "أنا آسف يا (ريبيكا)... ذلك شيء لا يغتفر..."

"أجل إنه كذلك... لا أعلم كيف يمكنك تعويضي عن ذلك..."

فضحك (أورين) وقال:

"يمكنني التفكير في بضعة أشياء..."

"أوه، حقاً؟ و... هل يمكنك تنفيذ تلك الأشياء الآن؟"

"هممم... ربما.."

في تلك اللحظة، تمت مقاطعة الحبيبين من مغازلة بعضهما البعض ولقد كان شخصا ما يطرق باب القسم وينادي على (ريبيكا)، فتوقفا عن فعل ما كانا يفعلانه وتساءل (أورين) هامساً بعد أن وجد بأن صوت الطارق مألوف بعض الشيء و(ريبيكا) أيضاً كانت تبدو متوترة قليلاً:

"هل ذلك..."

فأجابته (ريبيكا) هامسة ومرتبكة:

"أ-أجل، إنه خطيبي... ماذا يفعل هنا؟"

فرفعت صوتها مخاطبةً خطيبها:

"آممم... (دايفيد)؟ هل هذا أنت؟"

رد عليها من وراء الباب:

"(ريبيكا)، أجل، إنه أنا."

فقالت له: "مهلا لحظة، سوف أخرج حالاً."

لم يصبر (دايفيد) وفتح الباب ودخل، فأغلق الباب وراءه واندفعت (ريبيكا) باتجاه الباب حتى لا يدخل، فكانت منزعجة كثيرا وقالت له:

"لقد قلت لك بأن تنتظر."

لكنه تحدث ببرود قائلا لها:

"لقد أتيت لأقِلَّك إلى المنزل. لدي هدية من أجلك."

دايفيد ليس من ذلك النوع الذي يملك شخصية دافئة ومليئة بالمشاعر، فكما قال في جملته بأن لديه هدية من أجل خطيبته، ولكن الطريقة التي تحدث بها لا تتناسب مع ما قاله.

فقالت له (ريبيكا) وهي غير مكترثة:

"آهمم... أعرف طريقي إلى المنزل، شكرا لك."

لم تتغير ملامح (دايفيد) قط، وقال:

"أجل، وسوف تأتين إلى المنزل متأخرة مجدداً؟"

"أنا آسفة، لم أكن أعلم بأنني طفلة ذات 5 سنوات مع جدول زمني تلتزم به."

في تلك اللحظة، صاح (دايفيد) بغضب وقال:

"هذا يكفي! لقد كنتِ تتفادينني لأيام! أنا لست أفهمك! اللعنة! نحن من المفترض أن نتزوج الشهر المقبل!"

تفاجأ (أورين) في نفسه عندما سمع ذلك، لكنه لم يقل شيئاً، فردت عليه (ريبيكا) باهتياج:

"أوه حقا؟ هل أنا التي يجب عليها أن تلحقك الآن؟ بعد أن تجاهلتني لأشهر؟! تقبل الأمر يا (دايفيد)! طلابي يقدرونني ويهتمون بي أكثر مما تفعل أنت من أجلي!"

بدأ غضب (دايفيد) يخرج عن السيطرة قليلاً، فبدأ يهاجمها بكلامه:

"هاه! أجل، دعينا نتحدث عن ذلك. كيف يمكنك التدريس وأنتِ ترتدين هكذا؟! هاه؟!"

"وهل لديك مشكلة في ذلك؟"

"على الأقل غطي انشقاق صدرك بحق السماء. تبدين وكأنكِ عاهرة لعينة."

تفاجأت (ريبيكا) من ذلك الكلام القوي الذي قاله (دايفيد) وصاحت عليه مستغربة:

"مـــاذا؟!"

في تلك اللحظة كان على الحبيب السري أن يتدخل، لأن حبيبته ومعلمته تتعرض للسب والقذف والكلام الجارح، فقال له (أورين) بصرامة:

"هاي اهدأ يا رجل، يمكنها أن ترتدي كما تشاء."

لكن (دايفيد) لا يزال غاضبا فاستدار نحو (أورين) ورفع يده عليه وصرخ:

"اخرس بحق الجحيم! لماذا أنت لا تزال هنا؟ هذا ليس من شأنك حتى تتدخل فيه!"

كان (أورين) يتحدث بعقلانية وبهدوء وبصرامة، فقال له:

"سأتدخل إذا كنت تقلل من احترام معلمتي، لذلك أخفض صوتك."

لم يستطع (دايفيد) مجارات ذلك، وكان يطلق أصواتا غير مفهومة تعبر عن غضبه، إلى أن توقف قليلاً وقال لـ(ريبيكا):

"تشه! مهما يكن هيا بنا. سوف نعود إلى المنزل ونحل مشاكلنا هناك."

لم تكن (ريبيكا) ترغب في فعل ما يمليه عليها (دايفيد) فقالت له معترضة:

"لدي حصة يوغا مع الخامسة مساءًا."

لكن (دايفيد) لا يريد الاستسلام وقال لها:

"إذا سوف أوصلك إلى هناك. سوف أنتظرك في السيارة. هيا بنا."

ثم غادر مباشرة بعد أن نظر نظرة باردة نحو (أورين). تنهدت حينها (ريبيكا) وقالت لـ(أورين) بأسف:

"حسنا... يجب أن أذهب، أنا آسفة على ما حدث يا (أورين)."

لكن (أورين) لم يظهر قلقه وقال لها بابتسامة:

"لا تهتمي كثيراً للأمر يا (ريبيكا)، إذا كنتُ أستطيع المساعدة في شيء ما، فقط أعلميني."

وقفت (ريبيكا) وقفة أنثوية مثيرة وابتسمت وهي تبدو ممتنة وقالت له:

"شكرا لك... أراك غدا في الرحلة الميدانية إذاً. و... لا تسنى بأن تحضر معك لباس السباحة الخاص بك..."

أومأ لها (أورين) بلطف ومن ثم غادرت (ريبيكا) مسرعة وأغلقت وراءها الباب. فظل (أورين) لوحده هناك يفكر:

(حسنا، حان وقت الذهاب إلى المنزل. سوف أذهب إلى المنزل لأدرس، ذلك سيكون شيئاً أفضل. غدا هناك تلك الرحلة الميدانية إلى شاطئ البحر وأنا لا زلت لم أحضّر أي شيء بعد. ما زلت بحاجة للقيام بالكثير من العمل...)

**

وفي غضون ذلك...

كانت (كارلا) جالسة في احدى الكراسي الطويلة في مكان ما، وعلى ما يبدو من أحد الأصوات الخارج من إحدى الغرف فذلك المكان هو مستوصف، كانت تضع قدما على قدم ويدها على ذقنها وكانت وكأنها تفكر بعمق في شيء ما.

حتى ظهر بجانبها رجل يلبس لباس العمل وناداها باسمها وهو متفاجئ من رؤيتها:

"(كارلا)!"

رفعت (كارلا) رأسها لتجد بأن ذلك الرجل هو الدكتور (مونرو)، فابتسمت في وجهه وقالت متفاجئة هي الأخرى:

"دكتور (مونرو)!"

ابتسم الدكتور أيضاً وقال لها:

"لم أرك منذ مدة طويلة."

"صحيح!"

"لقد كنت أرسل لك إيميلات ولكنكِ لا تردين عليها."

تساءلت: "حقا؟ لم أتوصل بشيء... ولكن لأكون صريحة، لقد كنت مشغولة جدا مؤخرا، ربما لم أرهم."

قهقه الدكتور (مونرو) قليلا ومن ثم سألها:

"إذاً، لماذا أنتِ هنا؟ هل هناك خطب ما؟"

أجابته: "لا على الإطلاق، إنه فقط بأن والدتي كان لديها قلب مريض وأنا أقوم بعمل فحوصات للدم كل بضعة أشهر، لأنني على الأرجح ورثت ذلك منها... الوقاية هي المفتاح!"

أومأ الدكتور (مونرو) موافقا على كلامها وقال:

"هذا صحيح بالفعل! حسنا، لقد كان من الرائع رؤيتك يا (كارلا). بلِّغي تحياتي إلى عائلتك."

فقالت له (كارلا):

"سأفعل! إلى اللقاء، دكتور (مونرو)!"

غادر الدكتور، وعادت (كارلا) إلى وضعيتها السابقة وكانت تفكر مجدداً، حتى جاء طبيب يرتدي ملابس بيضاء وكان يحمل أوراقا، فنادى عليها وقال:

"حسنا، (كارلا)، لدينا نتائج الفحوصات بالفعل."

قامت (كارلا) من مكانها وقالت وهي تبدو فضولية:

"آه! دكتور (بروكس) هل كل شيء على ما يرام؟"

أجابها وعلى وجهه ملامح اطمئنان وكان ينظر إلى أوراقه:

"أجل، كل شيء بخير. كريات الدم الحمراء، كريات الدم البيضاء، عملية الأيض، الكوليستيرول.... كل شيء ممتاز."

شعرت حينها (كارلا) بالراحة وكأن حملا ثقيلا أزيح عنها، وقالت وهي سعيدة:

"هذا عظيم! دائما ما تكون النتائج الجيدة مريحة."

فقال لها الطبيب:

"بجدية، لقد رأيت فتيات بعمر الثامنة عشر بنتائج أسوء. أنتِ لا تزالين شابة!"

ضحكت (كارلا) وقالت له:

"هاها، شكرا لك يا دكتور!"

وبينما كانت (كارلا) مع طبيبها يتحدثان، كان الدكتور (مونرو) في الخلف يسمع كل شيء وعلى وجهه ملامح غامضة، غير معروف لماذا كان لا يزال واقفا في مكان لا تراه فيه (كارلا) ومعطيا بظهره نحوها كان يستمع إلى كل شيء، حتى انتهى الطبيب معها وغادر في حال سبيله.

يتبع..

-----------------------------------------------------

ادعموني بالضغط على هذا الرابط واكمال المراحل إلى الآخر :

https://shrinke.me/AQm9WP

شكرا لكم ^^

-----------------------------------------------------

2022/08/20 · 89 مشاهدة · 1658 كلمة
نادي الروايات - 2024